آيسكريم النجاح

قهوة وصيادية وزمزم وقادو قادو

Raafat Zaini Season 1 Episode 36

كيف نعبرعن اهتمامنا بالآخرين وكيف نجعل لحياة من نحب طعمًا آخر؟ 
شكرًا على متابعتكم وحسن استماعكم ..
رأفت محمود زيني

#آيسكريم_النجاح   #طعام #أكل #طعم #تفاصيل #عناية #اهتمام #حياة #امتنان #شكر #تعبير

Intro Music:
https://pixabay.com/music/introoutro-motivational-ident-main-9923/

Background Music:
https://pixabay.com/music/corporate-ambient-background-positive-10895/

Break Music:
https://www.pond5.com/royalty-free-music/item/155749427-quiet-determination-30-sec
Publisher: Di Giorgi Music
Composer: Loren DiGiorgi

Outro Music:
https://pixabay.com/music/upbeat-inspiration-ig-version-30s-5884/

#تذوق ـ الجمال ـ نعمة
#بودكاست_آيسكريم_النجاح
يسعدني تواصلكم:الإيميل: raafat@alzaini.com
تويتر وانستقرام وسناب: raafatzaini@
كما تجدون تدويناتي على منصتي: ملهم و أكتب

معلومات عن الحلقة:
المنتج المنفذ: المهندس فهد الصبحي.
تصميم الغلاف: رأفت زيني

كل منا لديه طرق مختلفة يظهر بها حبه واهتمامه بمن حوله سواءً أدركنا ذلك أم لا .. فهناك منا من يقدمون الهدايا وهناك من يحرصون على اللقاء أو تلهج ألسنتهم بالدعاء وهناك من يستمعون أو يشجعون .. أو عن الصغير والكبير يسألون .. وهناك أيضًا من يجعلون حرفيًا لحياتنا مذاقًا آخر وذلك بمشاركتنا لما يحبونه من أكلات أو مشروبات ويحرصون في ذلك على تكامل عناصر التجربة وتوقيتاتها بالعناية بأدق التفاصيل مثل درجة سخونة الوجبة أو برودتها أو نضجها أو طريقة تقديمها .. منهم صديقي الدكتور حمزة الذي لاينفك يفاجئني كل مرة بما لذ وطاب من أشياء يسهل نقلها والعناية بها مثل المكسرات والتمر و العسل .. أو التي تتطلب جهدًا أكبر مثل الفواكه والرطب ..  أو التي تتطلب صبرًا واتباع ارشادات حرفية معينة مثل مخلل الليمون .. أو التي تتضمن ترتيبات أسطورية تناهز الاستعداد لزيارة شخصية محورية  مثل وجبة صيادية تتكامل فيها عناصر اختيار نوع السمك وحجمه وتوقيت شرائه وطبخه  وحفظه ونقله وتقديمه في تجربة مثرية للحواس الخمس تكتمل بفتح الغطاء  وتناول اللقمة الأولى لتنقلك طراوة السمك ونكهة رز الصيادية الغنية  إلى عوالم قهاوي ثول الشاطئية .. أما العزيز أحمد البكري وإخوته وأبناءه الكرام فلا تكاد تنقطع امدادتهم للعائلة بقهوتهم القصيمية اللذيذة ذات التحميص السرية (التحميسة باللهجة القصيمية المحببة)والتي وقعت في أسرها وكل من ذاقها عندي أيضًا منذ سنوات .. وأصبحت رفيقتي الصباحية التي أكتب بمرافقتها مذكراتي اليومية 

وهناك أيضًا من يفاجؤنك من حين لآخر بهذه اللمسات اللذيذة دون سابق إنذار و بكل إتقان وجمال .. أشارككم هنا ببعض القصص..

في لقاء إفطارنا الرمضاني السنوي مع أصدقاء المتوسط والثانوي والجامعة ومابعد ذلك والتي يستضيفنا في منزله العامر أخونا السيد عدنان يتفنن كل واحد من الشلة بإحضار طبق للإفطار  ويشتهر بعضهم بأطباق معينة مثل كنافة عدنان وحريرة الكابتن عبدالله وكبيبة خيرات بيتنا حقت أمي وليعذرني من لم أذكر طبقهم الخاص وهم كثر.. جلست هذا العام بالقرب من طبق مضيفنا الشهير .. القادو قادو .. وهي سلطة أندونيسية تتضمن مجموعة من الخضار المسلوقة مثل الكرمب والجزر .. والطازجة مثل الخس والخيار .. و تسقى بصوص الفول السوداني و تزين بالكروبو والبصل المقرمش وتعد من جواهر الأكل الجاوي كما نسميه في مكة .. انكببت مستمتعًا بذلك الطبق حتى جاء وقت ترفيع السفرة الذي خلاله نتقاسم الأطعمة المتبقية كل حسب مايشتهي ليذوق أهله أو يوزعه على من يستحقه. جمعت بعض ماتبقى من السلطة لأهلي ولكن نظرًا لتأخري في الذهاب إلى مكة لليوم التالي فقد آثرت أن يتذوقها صديق آخر لي نباتي الهوى.

بعدها بعدة أيام وأثناء إنهاء إجراءات السفر في المطار سألتني زوجتي هل ممكن ناخد زمزم فسألت الموظف وقال بالتأكيد .. فقد أصبح  شراء الزمزم متاحًا من جديد للمسافرين السعوديين بعد توقف ٤سنوات تقريبًا بدأت بفترة جائحة كورونا فسارعت لشراء مايمكن شحنه..بعد هبوطنا في المطار تأخرنا في طابور الجوازات ثم استلمنا حقائبنا التي كانت في انتظارنا بجانب السير وخرجنا مباشرة من المطار .. وتنبهنا في اليوم التالي إلى أننا نسينا الزمزم الذي ربما وصل على سير منفصل والله أعلم  .. ومع الأسف لم تشفع لي أرقام الشحن للوصول إليه حتى بعد ذهابي للمطار لمراجعة الخطوط السعودية ..فقلت الحمدلله ولعلها ذهبت لمن يستفيد منها.. لم تمض سوى أيام قليلة ليصلني رسالة واتساب من صديقي الكابتن عبدالله يبلغني فيه بأنه وصل إلى واشنطن وقد اصطحب لي عبوة زمزم وتمر تركها في الفندق لأستلمها وذلك لعودته  في اليوم التالي وهكذا كان .. وسبحان الله الذي عوضني عمافات بكرم أعز الأصدقاء .. لم تنته الحكاية بعد ..

  اتصلت بأمي بعد أيام وفي نهاية حديثنا قالت لي صاحبك عدنان كلم أخوك رائد وأرسله شي خاص لأمي .. وسألتني هل عندك فكرة أو خبر؟ قلت لأ .. قالت لي أظنه أكل .. قلت معقولة قادو قادو ؟ وطلع فعلاً طبق  قادوقادو بكامل تفاصيله و موزع بين عدة حاويات كي يحافظ على قرمشة البصل والكوروبو من رطوبة الخضروات المسلوقة وصوص اللوز ..فالسيد بإحساسه العالي وذوقه الرفيع لمحني وأنا أجمع بقايا القادو قادو .. فقرر أن أن يرسل للعائلة صحن قادو قادو مرتب في أقرب فرصة وصدف أنها كانت بعد سفري ..

جعلني هذا  أتساءل عن الطرق التي نحاول بها إدخال السرور على قلوب من حولنا والتعبير عن اهتمامنا بهم؟ وهل هناك طريقة معينة نفضلها وهي الأقرب لذوقنا؟ وكيف نلتفت لنتفاعل ونقدر من يقومون بذلك معنا؟  فالحياة أخذ وعطاء ..دون حسابات .. تفاديًا للتعقيدات ..حقًا أجمل الحياة بوجود من يستبقون احتياجاتنا .. ويتلمسون رغباتنا .. ويسعون لإسعادنا وأحبائنا  .. في حضورنا أو غيابنا.. بأي وسيلة كانت .. وبأي أسلوب .. عفويًا كان أو مخططًا .. ليعبروا عن اهتمامهم بجالون زمزم أوعبوة تمر ..  أو كيس قهوة .. أو حافظة صيادية ..أو صحن قادو قادو..لنستمتع سويًا بطعم الحياة.. وطابت لكم الأيام..

.. فضلًا لا أمرًا .. شاركوني قصص ومواقف مشابهة مرت عليكم وتجلت فيها لمسات جميلة أثرت فيكم عن طريق الرسائل أو التعليقات .. شاكر حسن استماعكم وإلى اللقاء..