
آيسكريم النجاح
آيسكريم النجاح
الساعات المكتبية (أوفيس أورز)
ماهي الفوائد الحقيقية للساعات المكتبية (أوفيس أورز)؟ وهل تستحق كل هذا الاهتمام؟
شكرًا على متابعتكم وحسن استماعكم ..
رأفت محمود زيني
#آيسكريم_النجاح #جامعة #تعليم#إرشاد #إشراف #عناية #اهتمام #حياة #امتنان #شكر #تعبير #دراسة #قدوة #مكتب
Intro Music:
https://pixabay.com/music/introoutro-motivational-ident-main-9923/
Background Music:
https://pixabay.com/music/corporate-ambient-background-positive-10895/
Break Music:
https://www.pond5.com/royalty-free-music/item/155749427-quiet-determination-30-sec
Publisher: Di Giorgi Music
Composer: Loren DiGiorgi
Outro Music:
https://pixabay.com/music/upbeat-inspiration-ig-version-30s-5884/
#تذوق ـ الجمال ـ نعمة
#بودكاست_آيسكريم_النجاح
يسعدني تواصلكم:الإيميل: raafat@alzaini.com
تويتر وانستقرام وسناب: raafatzaini@
كما تجدون تدويناتي على منصتي: ملهم و أكتب
معلومات عن الحلقة:
المنتج المنفذ: المهندس فهد الصبحي.
تصميم الغلاف: رأفت زيني
#تذوق ـ الجمال ـ نعمة
#بودكاست_آيسكريم_النجاح
يسعدني تواصلكم:الإيميل: raafat@alzaini.com
تويتر وانستقرام وسناب: raafatzaini@
كما تجدون تدويناتي على منصتي: ملهم و أكتب
معلومات عن الحلقة:
المنتج المنفذ: المهندس فهد الصبحي.
تصميم الغلاف: رأفت زيني
37-أوفيس أورز
في أول محاضرات الفصل الدراسي غالبًا يوضح معظم أساتذة الجامعة للطلاب مواعيد الساعات المكتبية أو "الأوفيس أورز " ليتمكنوا خلالها من زيارة مكاتب الأساتذة الفعلية أو الافتراضية التي أصبحت خيارًا جديدًا .. وذلك للسؤال عماقد يشكل عليهم في المقرر الدراسي أو الواجبات أو المشاريع والاختبارات ومناقشة مواضيع تخص الحضور والغياب أو مراجعة الدرجات. تكتب تلك الساعات في السيلابس وتعلق على الباب أو على لوحة مجاورة تحت اسم الأستاذ. وفي بعض الجامعات يكون هناك حد أدنى لتلك الساعات وعلى أعضاء هيئة التدريس إبلاغ إدارة القسم بها.
أما الأساتذة فيختلف تعاملهم خلال الساعات المكتبية فمنهم من هو متأهب للقاء بكل حواسه وليس لديه مانع أن تسأله أسئلة عامة ليست لها علاقة مباشرة بالمادة ومنهم من ينتظره طابور عند الباب مثلما كان يحصل في مبنى ٢٢ وبالتحديد في الممر الأشهر أمام مكاتب أساتذة الهندسة الميكانيكية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وعندما يصل الأستاذ ويفتح المكتب يبدأ الطلبة في التقاطر للدخول وينتابك شعور بأن العد التنازلي قد بدأ بمجرد دخول المكتب وأن هناك سردابًا سيفتح فجأة تحت الكرسي للخروج وكأنك دوق فليد عندما يغادر قرندايزر مع الفارق طبعًا.. وأتساءل مع نفسي هل كنت أطيل على الأساتذة أو أسأل أسئلة مالها داعي .. لا أعلم ولكن هذا السؤال موجه لهم للإجابة عليه. عمومًا أتفهم ذلك حيث أن الوقت محدور وعدد الطلاب المنتظرين كثير خاصة حول الميجرات والفاينلات أو المشاريع.
كنت من الحريصين على الاستفادة من الأوفيس أورز في كل مراحلي الدراسية ابتداءً بالمرحلة الجامعبة وكانت تتجاوز بالنسبة لي موضوع الأسئلة والأجوبة وتتعداها لكامل الجلسة من مشاهدة المكاتب وترتيبها وحركة الأستاذ داخلها فبعضها مرتب وكل شي له مكان وكل شي في مكانه و يتحرك الأستاذ داخله كطاهي محترف في مطبخه تصل يديه لكل مايحتاجه سريعًا مثل مثل أستاذي ومشرفي الدكتور حسن بدر .. فيفتح ذلك الدرج ليخرج ملف أو يمد يديه لرف ليسحب كتاب أو يترجل من مكانه ليصل إلى جهاز الكمبيوتر الشخصي المتفرد بطاولة منفصلة وكأنه إمبراطور متوج على عرشه ومفتوحة عليه صفحة وورد بيرفيكت الزرقاء .. ولم يكن كل الأساتدة على ماأذكر لديهم كمبيوترات شخصية تلك الفترة وقد أكون مخطئًا أو ربما تكون موجودة على الطاولة فقط.. أما بعض المكاتب فيبدو فارغًا كأنه مهجور ولايشعرك بوجود علاقة بينه وبين قاطنه وبعضها - وهي قليلة - غارق في الفوضى حيث تبدو الطاولة وأحيانًا أرض المكتب كغابات الآمازون بنهرها المتعرج الذي يخترقها ليشكل مسارً لمرور الطالب فيه للوقوف أمام الأستاذ القابع خلف تلال الأوراق والكتب والملفات. ووصفي هذا لايعني التندر من أحد ولكن هذا ما احتفظت به ذاكرتي وإن كنت أفضل المكتب المرتب بشكل عملي والذي تظهر من خلاله شخصية الأستاذ ومجالات اهتماماته.
يمتد موضوع الساعات المكتبية في الجامعات التي درست أوعملت فيها فيه داخل المملكة وخارجها وتحديدًا في أمريكا،ليشمل الأساتذة ومن يشغل منهم مناصب إدارية عليا ففي جامعة دبيلو بي آي مثلاً كان لمديرة الجامعة ساعات مكتبية شهرية للقاء الطلاب بواقع ١٠ دقائق لكل طالب لتسمع منهم مباشرة ويقوم بذلك أيضًا بعض رؤساء الأقسام والعمداء، ففي جامعة جيمس ماديسون يواصل أساتذتها الإداريون التدريس بواقع مادة في الفصل الواحد للمحافظة على العلاقة مع الطلاب الذين هم سبب وجودهم الأول في الجامعة.
لقد وجدت أن فائدة التعود على وجود وقت للتواصل بين الطالب والأستاذ لا تقتصر على مرحلة الدراسة بل تتجاوزها إلى مرحلة الوظيفة أيضًا فمبادرة الموظف للقاء رئيسه بشكل دوري وترحيب الرئيس بذلك بل وتخصيص أولوية له أو حتى حرصه على ذلك بشكل واضح ، مفيد لمتابعة سير الأعمال وتبادل الخبرات وتوضيح التوقعات وتذليل الصعوبات وتوصيل الملحوظات وتقليص المفاجآت وتعميق العلاقات وتنقية شوائبها أولاً بأول تفاديًا للاختناقات الناتجة عن تراكمها والانسدادات التي قد توصل الأطراف إلى مراحل اللاعودة.
إنني أثمن كثيرًا تلك اللحظات المعدودات وأثرها على مسيرتي فربما رسمت في مخيلتي منذ زمن بعيد شكل مكتبي وأسلوب تعاملي وحواراتي مع طلبتي .. فأنا أحرص على تلك السويعات وأسعد بمرور الطلاب للسؤال أو مجرد السلام ولو كنت في قمة الانشغال بل وعندي جملة أكررها في محاضراتي وموجودة بخط واضح على جدول ساعاتي المكتبية " إذا كان باب المكتب مفتوح، وهو مفتوح في الغالب، فهي إذًا ساعاتي المكتبية "، وقد مكنتني تلك اللحظات من خوض حوارات مع طلاب كادوا أن ينسحبوا من المواد والدراسة عمومًا لعدم ثقتهم بأدائهم ونتج عن ذلك تراجعهم ومواصلة دراستهم، كما مكنتني من التعامل المبكر مع وضع طلبة يعانون من مشاكل صحية مزمنة وإيجاد وسيلة لإكمال متطلبات المادة بشكل أو بآخر، وبالتأكيد منحتني فرصًا عديدة لإعادة شرح بعض المفاهيم بشكل فردي يتناسب مع الطالب وما أجمله من شعور عندما ترى نظرة الارتياح في عيني الطالب عندما يستوعب الموضوع.. وبالتأكيد كانت هناك المواقف الصعبة التي كانت تتطلب حزمًا ووضع حد مؤلم لبعض الممارسات مثلما حصل معي وأنا طالب. ومؤخرًا كانت تلك الأوقات مناسبة للاستيضاح عن وطريقة توفير متطلبات الطلبة من أصحاب الاحتياجات الخاصة الذين تلبي لهم الجامعة بعض ممكنات التعلم التي يضمنها لهم النظام بقوة القانون وربما يكون لنا حديث في وقت لاحق عن هذا الموضوع تحديدًا.
لذلك فإنني أشعر بعظيم الامتنان لكل أساتذتي ورؤسائي الذين منحوني وقتًا لاستقبالي والإجابة على تساؤلاتي واستمعوا لترهاتي ووضحوا لي مايحيرني وحثوني على مضاعفة جهدي أو مراجعة توجهاتي، وبكل الحب والتقدير أقول لهم ولكل من يخالط الطلاب بأن ساعاتكم المكتبية التي تخصصونها لهم و تقضونها معهم وإن كانت دقائق معدودة فهي استثمار مهم طويل الأمد لوقتكم وجهدكم بإذن الله وسيظهر أثره إن لمن تلمسوه ولو بعدحين .. وحتى لو بدت تلك الأوقات في أعين الطلاب مجرد أوفيس أورز.
شاركوني تجاربكم طلبة كنتم أو معلمين مع الساعات المكتبية وتعاملكم معها وكيف ساعدتكم أو وساعدت طلابكم بشكل أو بآخر .. شاكر لحسن استماعكم ومتابعتكم ومشاركتكم لحلقات البودكاست وإلى اللقاء.