
آيسكريم النجاح
آيسكريم النجاح
لا أحد يدري
ماذا يحدث عندما تصنع قرارعليك التكيف مع تداعياته طوال حياتك؟
شكرًا على متابعتكم وحسن استماعكم ..
رأفت محمود زيني
#آيسكريم_النجاح لحظة #مرارة #اهتمام #حياة #شكر #تعبير #دراسة #قدوة #ذكرى #مشاعر #ذكريات #تجربة #تجديد #تخرج #استمتاع #تكيف #توازن
Intro Music:
https://pixabay.com/music/introoutro-motivational-ident-main-9923/
Background Music:
https://pixabay.com/music/corporate-ambient-background-positive-10895/
Break Music:
يالله ياعالي تنصر ملكنا
Outro Music:
https://pixabay.com/music/upbeat-inspiration-ig-version-30s-5884/
#تذوق ـ الجمال ـ نعمة
#بودكاست_آيسكريم_النجاح
يسعدني تواصلكم:الإيميل: raafat@alzaini.com
تويتر وانستقرام وسناب: raafatzaini@
كما تجدون تدويناتي على منصتي: ملهم و أكتب
معلومات عن الحلقة:
المنتج المنفذ: المهندس فهد الصبحي.
تصميم الغلاف: رأفت زيني
42 - لاحد يدري
أعزائي متابعي بودكاست آيسكريم النجاح أشكر لكم اهتمامكم وترقبكم للحلقات ، خاصة إني أنهيت الحلقة السابقة "نهايات وبدايات" بلحظة ترقب لمرحلة جديدة من حياتي .. ولا أخفيكم سرًا بأن هذه المرحلة أصعب في الحديث عنها لأسباب عديدة أهمها أنها ستلامس بشكل أو بآخر شخصيات وجهات لاتزال لدي علاقات قوية معها وهذا يدعوني لمراعاة خصوصياتهم وتجنب الحديث عنهم بشكل قد يضايقهم .. يعني باختصار ما أبغى أجيب العيد .. إضافة لذلك فقد استولى بودكاست تاءات على حيز كبير من اهتمامي ووقتي المحدود بحكم التغيرات التقنية الهادرة هذه الأيام ورغبتي في مواكبتها والحديث عنها .. عمومًا فإن غبت عنكم هنا ابحثو عني هناك وكلاهما عينان في رأس. لذلك سأعود للكتابة والتسجيل هنا بشكل متقطع وقد أتحدث عن مواضيع أخرى أيضًا تشغلني وتتماشى مع نكهة آيسكريم النجاح ..
والآن نكمل المشوار ..
تمت المقابلة الشخصية بسلام والحمد لله في الصباح الباكر لأحد أيام أغسطس الحارة وأخذني بعدها زهير لكفترية سندوتشات (بوفيّة .. وما أعرف ماهو مصدر الشدة إلى هذا اليوم) بدأت في التهام سندوتش البيض بالطماطم والشطة وأنا أفكر في الحوار الذي دار في المقابلة حول أهمية التقنيات وتحويل العلوم إلى منتجات والأسرار التجارية والملكية الفكرية وتنافس الأمم عليها وكلام يحمس خلاني أتخيل نفسي في معمل تقنية متقدمة شبيه بمعامل أشباه الموصلات مرتديًا كوت أبيض وكمامة ونظارة وكدا.. مثل اللقطات التي تعرض في التلفاز .. فازداد حماسي للموضوع .. فرغبتي في الجامعة كانت بحثًا عن تلك الأجواء .. وبينما حافظ زهير على هدوئه المعتاد، كنت أتبع اللقمات بشفطات متتابعة من عصير البرتقال الطازج الذي فاجأني بصدور صوت من قاع الكوب البلاستيك معلنًا نهاية العصير وتوقفت معها محاولاتي المستميتة لاستجداء آخر قطرة منه..
كلمني بعدها زهير بكم يوم وبشرني بأنه تم اختياري من ضمن المرشحين للحصول على الوظيفة وتوقيع العقد راح يكون بعد كم يوم إذا كنت أرغب في الوظيفة .. وكأنه يقول لا تأخرنا إذا كنت متردد.. أسقط في يدي حينها وماعرفت كيف أبلغ أبويا الله يرحمه بالموضوع، فقد كان فرحته عظيمة بأني أصبحت معيد في الجامعة ولاشك خبر مثل هذا سيكون وقعه صعبًا عليه .. بدأت كلامي معه بأنه جاني عرض عمل في جدة جنبكم وسمع مني دون مقاطعة بهدوئه المعتاد .. قال لي أسأل عمك هو مهندس وأدرى .. كلمت عمي لاستشارته بحكم إنه خارج المجال الأكاديمي ومهندس كبير مقدر في مجاله وعمله في كمدير عام الصيانة والتشغيل في الطيران المدني..وقال لي توكل على الله وراح تكسب خبرة وتواصل دراستك إذا حبيت في أي وقت لاحقًا، طبعًا تذكرت إن عمي درس فترة تدريبية في ام اي تي ( لو تذكروا حلقة "أمريكا همبرقر وملوخية" ). وهذا شجعني بأن فرص التعليم والتدريب مستمرة في الأماكن الممتازة والماجستير والدكتوراه ماراح تطير وليست شرطًا للنمو الاحترافي والترقي الوظيفي .. بعد سماع رد عمي تشجعت لإبلاغ أبويا الله يرحمه بنتيجة الاستشارة .. قلت له عمي يقول إنها فرصة حلوة والدراسة ملحوق عليها .. وأثناء ذلك كان يحرك حواجبه إلى أعلى وأسفل .. وسادت بعدها فترة صمت زادت خلالها حركة حاجبيه صعودًا وهبوطًا .. وأنا في ترقب لرده .. وقال وهو يهز رأسه .. الله يختار لك اللي فيه الخير ياولدي .. واتبع ذلك بقوله استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ..يعني “لاحد يدري” عن اللي بتسويه.. قضى أبويا فترة طويلة بعد ذلك وكانه تحت الانطباع إني في الجامعة وكأنها طريقته الخاصة للتعامل مع تلك النقلة المفاجئة .. أو ربما لتذكيري بشكل غير مباشر بإن قصتي لم تنته بعد وهذه محطة على الطريق. أما أمي الله يحفظها فكانت مشاعرها مختلطة، فمع أني سأكون قريب في جدة إلا أنها كانت مجهزة نفسيًا لاستقراري قبل البعثة للدراسات العليا بالقرب من أختي رباب في سكن جامعة الملك فهد في الشرقية اللي كانت تحبه .
توكلت على الله وبلغت صديقي بالموافقة وحدد لي موعد لتوقيع العقد بعد أن أكد لي المميزات التي كانت تفوق بمراحل ما سأستلمه في وظيفة المعيد الحكومية والحمدلله. نزلت جدة متأنقًا لتوقيع العقد في أحد الفنادق الخمس نجوم وعندما التقيت الفريق التنفيذي لفت انتباهي بساطة أناقتهم فالساعات ريموندويل وماحولها يعني ماوصلنا للرولكسات ومابعدها.. وجذبني تواضعهم في الكلام رغم فضفضتهم لي بمزيد من الأسئلة التي شككتني بأن الجلسة كانت لتوقيع العقد .. خصوصًا عندما كنت أتابع حركة السبحة الملونة في يد أحدهم ومحاولاتي لربطها بجودة ردوري على أسئلته، فقد كنت أجيب بما أعرفه ولم أحاول تصنع ردودي بل كان يقاطعني أحيانًا ويقول أشياء لم أكن أفهمها عن الأوضاع الجيوسياسية وارتباطها بالتقنية والتنافسية .. كما أني لم أكن ملتفتًا لرفيقه الذي ظل صامتًا مبتسمًا يهز رأسه بحماس لتأكيد محتوى بعض التعليقات .. لذلك لم أصدق عندما أخرج عقدًا من صفحتين من ظرف كان بجانبه ولم ألمحه .. وقال لي إذا موافق وقع..قرأت العقد بسرعة وأذكر أنني وقعت على الصفحة الثانية دون إكمال قراءتها .. وقال لي مبروك .. سألته متى أبدأ؟ قال بعد ماتخلي طرفك من الجامعة .. كان الوقت صيفًا والناس تتكلم عن حرب وشيكة ربما ستحدث أو هجوم مضاد وكذا في المنطقة جراء احتلال صدام للكويت .. فقلت هل انتظر تتضح الأمور؟ فقال لي كل ماكنت أبدر كان أفضل .. قبل توديعي وانصرافي ذكرني بأن الموضوع فيه تنافسية عالية وماتنفع الثرثرة كثيرًا حوله مع الأهل والأقارب والأصدقاء .. أسقط في يدي آنذاك .. وأدركت منذ تلك اللحظة بأن علي إتقان التوازن بين الخصوصية والانفتاح في شؤون حياتي الشخصية والعملية .. وأنا على قول أمي راح ألاقيها من مين والا من مين .. من تنبيهات أبويا والا من تحذير المدير .. فكلهم يقولوا لي بالعربي .. لاحد يدري ..
شكرًا لحسن استماعكم .. ويسعدني اهتمامكم وسؤالكم وسماع ملحوظاتكم .. كمايشرفني اشتراككم في قناتي على اليوتيوب أو على منصات البودكاست المفضلة لكم.. وتفعيل جرس التنبيهات لتصلكم أحدث الحلقات.. وإلى اللقاء.