الطريقة الخلقواتية

بزقاق ضيق من حارات حلب القديمة، قريب من باب الحديد، بتلمع قبة صغيرة فوق زاوية عمرها قرون. هنيك، بين ريحة الخشب والبخور، بتبدأ حكاية الطريقة الخلوتية، وحدة من أقدم طرق التصوف بسوريا.

من مصر لحلب، حمل المشايخ سرّ "الخلوة" كطريق للوصول لله. أربعين يوم مريد يقعد لحاله بخلوة حجرية، ياكل شوي، ينام شوي، ويدوّر جواته عن النور اللي بيطهر القلب.

بكل جمعة بعد العصر، بيجتمعوا الناس بالزاوية الهلالية على الذكر، بلا دفوف ولا طبول، بس تصفيق بالأيدين وإيقاع بيعلو شوي شوي، لحد ما "ياخد الحال" المريد، مثل ما بيقولوا.

الطريقة الخلوتية جمعت روح القادرية مع فكر مصطفى البكري الصديقي، وصارت مدرسة بالمحبة والصبر والتواضع. هي مو مجرد أوراد وطقوس. هي رحلة سلام داخلي، وسعي لإنك تكون إنسان أنقى وأهدى، يعيش مع الله ومع الناس بصدق.

من حي الجلوم لحلب كلها، بقيت الزاوية شاهد على تصوف بيعلّم كيف "الخلوة" ممكن تكون بداية للوصال، وكيف السكون أحيانًا بيحكي أكتر من الكلام.