
تاءات | مع رأفت زيني
تاءات | مع رأفت زيني
المؤتمرات توسّع الآفاق
لماذا نقطع المسافات ونقضي الساعات لنحضر مؤتمرات قد تكفينا عنها قراءة الملخصات؟
شكرًا لحسن استماعكم ..
رأفت محمود زيني
raafat@alzaini.com
raafatzaini@
رابط تدوينة خلاصة قمة تأثير الذكاء الاصطناعي في ولاية ڤيرجينيا بعنوان " استدامة الريادة"
#بودكاست_تاءات
#تاءات
#تنوع #ابتكار #ذكاء #ريادة #تجارب #مهارة #تصميم #تطوير #منهجية #تقنية #منظمة #بحث #اقتصاد #شركات #ريادةـأعمال
معلومات عن البودكاست:
المنتج المنفذ: م. فهد الصبحي
تصميم الغلاف: رأفت زيني بمساعة تشات جي بي تي
Intro Music:
https://www.pond5.com/royalty-free-music/item/145582345-minimal-ambient-technology-science-logo-edit
Composer: ihsandincer
Break Music:
https://pixabay.com/music/main-title-cinematic-melody-main-9785/
Background Music:
https://www.pond5.com/royalty-free-music/item/40864712-inspirational-technology-corporate-ambient-calm-documentary
Composer: Max Viktorov
Outro Music:
https://www.pond5.com/royalty-free-music/item/115435809-inspirational-science-intro-outro-40-sec
Composer: SKHSOUNDS
المؤتمرات توسع الآفاق
منذ عامين أو نيف كتبت عنوان حلقة هذا البودكاست كعادتي عندما يخطر على بالي موضوع للبحث فيه أو الكتابة عنه .. ولكني لم أرجع للكتابة عنه بعد ذلك حتى داهمني أحد الأصدقاء المقربين مشكورًا بمجموعة من الأسئلة.. وذلك بعد أن أرسلت له رسالة واتساب بأني في طريقي لحضور قمة تأثير الذكاء الاصطناعي في ولاية ڤيرجينيا، والتي لخصت مشاهداتي وملحوظاتي عنها في تدوينة تجدون رابطًا لها في وصف الحلقة. شملت أسئلة صديقي المتتالية مجموعة نقاط عن المؤتمرات منها التحضير لها والاستفادة الجادة من حضور جلساتها والمشاركة في حلقات نقاشها وأضاف حرفيًا وأنا أنقل عنه "وكيفية ضمان تدريب الموظفين بصورة إلزامية ناجحة لأن المشاركين عادة يحضرون للنزهة وتسجيل حضور رغم المال الذي يتم انفاقه " انتهى هنا. ألهمتني أسئلة صديقي وحفزتني ملحوظته على استجماع أفكاري للكتابة عن الموضوع من وجهة نظر وتجربة شخصية على مدى ثلاثة عقود.. وهكذا ولدت الحلقة التي أرجو أن تجيب على نقاط صديقي وتلقى اهتمامًا منكم أعزائي المستمعين، فلنبدأ..
تختلف المؤتمرات بأشكالها وأهدافها ومددها التي تتراوح في الغالب بين يوم وتسمى في هذه الحالة ندوة أو قمة إلى أيام معدودات لا تتجاوز في الغالب خمسة أيام، لكنها تشترك في كونها لقاءات دورية تتكرر سنويًا في الغالب ولهذا سبب وجيه يتمثل في أنها تتابع المستجدات وتتعامل مع المتغيرات وتعزز العلاقات فلذا وجب أن يتصف إيقاعها بالثبات. لايقتصر حضور المؤتمرات على الأكاديميين فقط كما قد يتبادر إلى الذهن فهناك أنواع من المؤتمرات بعضها أكاديمي الطابع وبعضها للممارسين وبعضها للطلاب وخليط منهم.
ترى هل للمؤتمرات علاقة بالتدريب .. بالتأكيد، فللتدريب والتطوير المستمر أشكال وأساليب تعد المؤتمرات من أهمها، فهي التي يتجاوز حضورها معرفة معلومة أو اكتساب مهارة إلى التعرض لأفكار جديدة إما في بداياتها أو خلال تشكلها أو بعد نضوجها وجاهزيتها للقطف والالتهام أي التبني والتطبيق .. والمؤتمرات خير مكان يساعد تلك الأفكار على الانتقال بين هذه المراحل من خلال النقاش وتبادل الآراء والمقترحات باختلافها الداعمة أو المشككة أو حتى المنكرة.. ولاتزال في ذاكرتي عروض لبعض الأبحاث التي تندر بعض الخبراء من إمكانية تنفيذ أفكارها لتثبت بعد سنوات طويلة جدواها وتفوقها.
تضم المؤتمرات أساليب مختلفة لمشاركة المعلومات وتبادل الخبرات. ففيها العروض التقديمية في الجلسات المتزامنة التي تعرض الأبحاث أو خلاصات التجارب ويحتار المرء في اختيار حضور أي منها، والمعلقات الحائطية (البوسترات) التي تتيح للعارض والمهتم فترة أطول للنقاش المستفيض، والحلقات النقاشية التي تتمحور حول موضوع محدد يحظى باهتمام القلة المشاركة، كمت تشمل العروض الحية التي تجسد التجارب والاكتشافات، واللقاءات العامة التي تمثل في العادة كلمة أو حوار مع شخصية مهمة أو شخصيات ذات تأثير كبير على موضوع المؤتمر أو القطاع الذي يمثله. تصاحب بعض المؤتمرات أحيانًا معارض للشركات والمؤسسات بأنواعها الحكومية أو الخاصة أو غير الربحية والتي تشارك لعرض منتجاتها أو التواصل مع عملائها أو اقتناص عملاء جدد أو موظفيها المستقبليين. . كما يلتقي فيها المشاركون في الممرات والردهات لتبادل التحايا والأخبار والمستجدات، والتباهي المغلف بقشرة رقيقة من التواضع بالإنجازات، مع الوعد بضرورة التواصل خلال العام .. والذي قد لايتحقق إلا من خلال لايكات ومباركات اللينكدإن أو في القادم من الملتقيات. وتختم في الغالب بورش عمل التدريبية واجتماعات للممارسين والمهتمين بمجالات معينة وغير ذلك من الفعاليات التي تعقد على هامشها.
خلال جائحة الكورونا تحول كثير من المؤتمرات إلى الافتراضية والتي ظهرت بأساليب مختلفة تراوحت من لقاءات على منصات الاجتماعات عن بعد مثل زووم وغيرها، إلى توفير منصات ثلاثية الأبعاد يظهر الحضور فيها بأشكال معينة يختارونها ليتجولوا في أروقة المؤتمر لمشاهدة البوسترات وسماع المحاضرات وتجاذب أطراف الحديث مع العارضين والتقاط الصور التذكارية مع الأصدقاء ، وقد مررت بتجربة رائعة خلال المؤتمر الدولي لديناميكا النظم الذي عقد افتراضيًا في مدينة بيرقين في النرويج على قمة جبل مطلة على المدينة الناعسة المترامية الأطراف على سواحل بحر الشمال. بعد الجائحة استمرّ بعض المؤتمرات افتراضيًا وعاد بعضها حضوريًا وقدم بعضها نسخًا هجينة تدمج بين الحضوري والافتراضي بدرجات متفاوتة من الابتكار والتجديد في الشكل والمضمون. شخصيًا راق لي حضور الجلسات على الزوم وخصوصًا المسجلة منها لأنها تساعدني على هضم المحتوى بالسرعة التي تناسبني من خلال إعادة الاستماع وتصوير الشاشة لرصد بعض الأفكار.
تنظيم المؤتمرات عملية مرهقة ومعقدة مما يجعل استدامتها صعبة المنال خصوصًا في المنظمات محدودة الأعضاء وبالذات عندما يتكرر الاعتماد في تنظيمها على نفس الأفراد رغم ماقد يؤدي إليه ذلك من تذبذب واختلاف في جودة التنظيم ونوعية الاختيارات لكن التنويع وسيلة ممتازة لتوزيع الأعباء واكتشاف المواهب وتذوق مختلف النكهات.
تشترك عملية تنظيم المؤتمرات في بعض الأمور وتختلف في بعضها، ففي الغالب تقود العملية لجان متعددة تقرر السمة العامة للمؤتمر ومحاوره وتصوغ الإعلان وتنشره وتستقبل المشاركات المقدمة بأشكالها المختلفة وتراجعها بواسطة شبكة من المتطوعين للمراجعة وفي الغالب بطريقة تخفي أسماء الباحثين ويراجع البحث بأكثر من شخص ثم يحدد المشرفون على ذلك المسار مع رئيس المؤتمر قبول المشاركة أو رفضها ثم تحدد له وسيلة التقديم خلال المؤتمر ثم يخبر المتقدم بالنتيجة، وحسب طبيعة المؤتمر تقوم تلك اللجان بعد المؤتمر بتجهيز المشاركات أو الاكتفاء بملخصاتها لأرشفتها على مواقعها أو حتى نشر بعض جلساتها على قناة الجهة على اليوتيوب. شخصيًا جربت أنواع متعددة من أساليب المشاركة إبتداءً بالبوسترات والجلسات المتوازية واللقاءات العامة والحلقات النقاشية أو تقديم عمل لازال في بداياته وكل له طعمه وفائدته ومتذوقيه. قد يعتقد أن من يقدم بوستر معناه أن عمله ماهو على قد المقام أو لايرقى بأن يكون في الجلسات العامة وذلك أبعد مايكون عن الصحة. فأساليب التقديم تختلف أفضليتها بين المجالات وأخص بالذكر الأكاديمية منها وتعتمد أحيانًا على مدى تقارب الموضوع مع السمة العامة للمؤتمر وموضوعه السنوي.
نتيجة لهذا التنوع فكل من الحضور ينهل من المؤتمر حسب رغبته مثل النحلة التي تتنقل بين الأزهار لجني الرحيق منها بل إن بعض الحضور قد لايحضر معظم الجلسات ويكتفي باللقاءات الجانبية والحوارات الشخصية التي لايستهان بفائدتها والتي قد يتصاعد خلالها مستوى التنافس والغيرة بين الباحثين أو الممارسين ويتولد عنها أحيانًا تعاونات بحثية ومبادرات جوهرية أو صفقات تجارية. ولاتخلو المؤتمرات كذلك من نقاشات ساخنة تمثل جولات من معارك علمية دامية تنتج عنها أحيانًا أبحاث ومشاريع تدفع المجال قدمًا إلى الأمام .. فالخلافات في أروقة المؤتمرات والتي كانت تصل إلى حد الشقاق بين العلماء كانت من أقوى دوافع التقدم العلمي تاريخيًا.
وختامًا، من المهم أن تشكل المؤتمرات عنصرًا جوهريًا في المحفظة التدريبية في أي منظمة، فضلاً عن منظمات البحث والتطوير، رغم صعوبة تقييم الأثر المباشر لها على تطور الآداء مقارنة بالدورات التدريبية، مما يجعلها تبدو وكأنها تبديد للأوقات وهدر للأموال فيصرف النظر عنها، وفي أحسن الأحوال يقتصر حضورها على المتخصصين أو كبار المسؤولين.إن منح العاملين فترات يبتعدون فيها عن إيقاع العمل اليومي وتزاحم المهام لتصفية الأذهان يمثل استثمارًا في المستقبل، فهو يتيح فرصًا عظيمة لتحديث المعلومات وتحفيز الأفكار وإثارة الخيال وبناء وتعظيم شبكة العلاقات، وعندما يرافق ذلك الحضور تدوين للملحوظات ورصد لقطرات الإلهام مع وجود وسيلة في المنظمة لمشاركة تلك المرئيات مع الرفاق، فإن ذلك يضاعف أثر المؤتمرات في توسيع الآفاق..
شكرًا لحسن استماعكم .. ويسعدني سماع ملحوظاتكم .. كمايشرفني اشتراككم في قناتي على اليوتيوب .. وتفعيل جرس التنبيهات لتصلكم أحدث الحلقات.. وإلى اللقاء.