
تاءات | مع رأفت زيني
تاءات | مع رأفت زيني
القواعد الذهبية لإدارة مشاريع التطوير الابتكارية
ماهو سرّ سكَنكووركس الذي مكّنها من إنجاز المستحيل؟ وهل تستطيع منظمات التطوير اليوم أن تسير على خطاها؟
شكرًا لحسن استماعكم ..
رأفت محمود زيني
raafat@alzaini.com
raafatzaini@
رابط تدوينة المشاريع العملية حافز للتعلم..سكنك وركس ورشة الطيران المبدعة
#بودكاست_تاءات
#تاءات
#تنوع #ابتكار #ذكاء #ريادة #تجارب #مهارة #تصميم #تطوير #منهجية #تقنية #منظمة #بحث #اقتصاد #شركات #ريادةـأعمال
معلومات عن البودكاست:
المنتج المنفذ: م. فهد الصبحي
تصميم الغلاف: رأفت زيني بمساعة تشات جي بي تي
Intro Music:
https://www.pond5.com/royalty-free-music/item/145582345-minimal-ambient-technology-science-logo-edit
Composer: ihsandincer
Break Music:
https://pixabay.com/music/main-title-cinematic-melody-main-9785/
Background Music:
https://www.pond5.com/royalty-free-music/item/40864712-inspirational-technology-corporate-ambient-calm-documentary
Composer: Max Viktorov
Outro Music:
https://www.pond5.com/royalty-free-music/item/115435809-inspirational-science-intro-outro-40-sec
Composer: SKHSOUNDS
عرفت مشاريع التطوير بالتأخير المستمر وتجاوز الميزانيات بشكل متكرر وكأنها أصبحت من طبيعتها وليست عرضًا لأحد أمراضها المزمنة التي تستوجب البحث عن مسبباتها ومحاولة علاجها. تعد سكنكووركس من المنظمات التي تجاوزت ذلك وقد تحدثت عنها في حلقة سابقة بعنوان "تطوير المنتجات يبني العضلات" وكتبت عنها تدوينة بعنوان "المشاريع العملية حافز للتعلم..سكنك وركس ورشة الطيران المبدعة ".
كان لسكَنكووركس التابعة لشركة لوكهيد سابقًا ولوكهيد مارتن حاليًا قدرة فريدة على تطوير وإنتاج مجموعة واسعة من الطائرات المتقدمة للقوات المسلحة الأمريكية ووكالات الاستخبارات. حيث تُعد طائرات P-80 و U-2 و F-104 و SR-71، ومؤخرًا F-117، من أبرز الإنجازات في صناعة الطيران، لما تضمنته من تقنيات ثورية لتحقيق مستويات أداء جديدة للطائرات وأنظمتها. فماهو سر ذلك؟
إن اتباع نهج سكنكووركس لإدارة مشاريع التطوير، كان هوالقاسم المشترك بين تلك المشاريع ، وهو نهج إداري يعزز الابتكار وسرعة الإنجاز، طوره مؤسس سكَنكووركس. “كيلي” جونسون، والذي مكّن سكنكووركس من تطوير وتنفيذ النماذج الأولية لطائرات شديدة التعقيد في فترات زمنية قصيرة نسبيًا وبتكلفة منخفضة نسبيًا. كما أثبت هذا الأسلوب قدرته على إنتاج أنظمة معقدة بكفاءة واقتصادية رغم أنها كانت بكميات بسيطة وبمعدلات إنتاج منخفضة.
بناءً على الدروس المستفادة من برامج سكَنكووركس في سنواتها الأولى، لخص كيلي جونسون أسلوب إدارته في أربع عشرة نقطة عرفت بالقواعد التشغيلية الأساسية لسكَنكووركس كما وردت في كتاب “ لوكهيد سكنكووركس .. الخمسون عامًا الأولى" Lockheed Skunkworks .. THE FIRST fifty years . تغطي القواعد الأربع عشرة مجالات إدارة البرامج والتنظيم، والعلاقات بين الجهة المسؤولة عن التنفيذ والجهة المالكة أو الممولة، والتوثيق، والتقارير، والمواصفات، والرسومات الهندسية، والتمويل، وضبط التكاليف، والفحوصات والاختبارات، والأمن، وحتى مكافآت العاملين. وسأذكرها بالترتيب مع وصف مختصر لكل منها.
قواعد سكَنكووركس التشغيلية:
1. تفويض شبه كامل لمدير المشروع في جميع الجوانب، وتمكينه من رفع تقاريره مباشرة إلى مدير القطاع أو الإدارة العليا لتسريع اتخاذ القرارات التقنية أو المالية أو التشغيلية.
2. توفير مكاتب مشاريع صغيرة قوية في كل من الجهة المالكة أو الممولة والجهة المسؤولة عن التنفيذ بنفس مستوى الصلاحيات لتتناغم حركتهما في تحريك دفة المشروع.
3. تقييد عدد المشاركين في المشروع بشكل صارم واختيار عدد قليل من العاملين المجتهدين بما يشكل نسبة 10–25٪ من العدد المعتاد، فكلما زادت الأعداد زادت معها التعقيدات والمتطلبات والإجراءات البيروقراطية التي تخلق مهام إضافية ويجب الانتباه لتضخمها وضبطها.
4. اعتماد نظام رسومات هندسية بسيط ومرن يسمح بالتغييرات السريعة, لتسريع بدء عمليات التصنيع وتقليص التأخير الناتج عن المخاطر التقنية المتوقع حدوثها في هذا النوع من البرامج.
5. تقليل التقارير إلى الحد الأدنى مع توثيق العمل المهم بدقة، فالإدارة المعنية بالإنجاز لا تحتاج لتقارير ضخمة ومتعددة.
6. مراجعة شهرية للتكاليف تشمل ما صُرف وما تم الالتزام به، والتوقعات حتى نهاية المشروع، لتجنب طلب مبالغ مفاجئة من الجهة الممولة أو المستفيد.
7. إعطاء الجهة المسؤولة عن التنفيذ مسؤولية أكبر من المعتاد في الحصول على عروض الموردين باستخدام إجراءات تجارية والتي تكون غالبًا أفضل من العسكرية وذلك للاستفادة من أفضل القدرات وفق الموارد المتاحة.
8. إبقاء مسؤولية الفحص الأساسي إلى الموردين والمقاولين الفرعيين وتجنب التكرار في الفحوصات، حيث تكمن الجودة في التصميم وحسن التنفيذ ولا تتولد نتيجة للتفتيش المتكرر.
9. منح الجهة المسؤولة عن التنفيذ مسؤولية اختبار المنتج النهائي خاصة في المراحل الأولية، وذلك للحفاظ على كفاءتها في التصميم والتعلم من الأخطاء وتقليل المخاطر خاصة عند التعامل مع تكنولوجيا جديدة.
10. الاتفاق على المواصفات العامة قبل التعاقد، مع توضيح البنود التي لن تلتزم سكنكووركس بتطبيقها وأسباب ذلك، لأن المواصفات القياسية الكثيرة قديمة في الغالب وتعيق الابتكار.
11. تمويل المشروع خلال مراحله بشكل متزامن ودون تأخيرات لتجنب لجوء الجهة المنفذة للاقتراض لإكمال المشروع والدخول في أزمة مالية.
12. بناء الثقة المتبادلة والتعاون الوثيق اليومي بين الجهة المالكة والجهة المنفذة لتقليل سوء الفهم والمراسلات المتبادلة لحله، فهدف الطرفين يجب أن يكون إنجاز العمل بجودة.
13. التحكم الصارم في دخول الغرباء للمشروع عبر إجراءات أمنية مناسبة.
14. مكافأة الأداء الجيد بناءً على النتائج وليس عدد الموظفين التابعين للإدارة، فالإدارة المسؤولة لا تسمح ببناء الإمبراطوريات وبتضخم البيروقراطية.
تلك القواعد لازالت تطبق بانتظام في عمليات سكَنكووركس الحالية بعد حوالي 70 عام على توثيقها من ممارسات قائمة ملموسة إلى قواعد مكتوبة.. ولاشك أن تطبيقها والتمرس على استخدامها وجني فوائدها لايأتي بين يوم وليلة في سكننكووركس أو غيرها، ومع ذلك فتفعيلها و استخدامها كأداة لفحص وضع المشاريع القائمة على الأقل مفيد دون شك. كما أن فعالية هذه القواعد البديهية وسهولة تطبيقها نسبيًا ممكن في المنظمات الوليدة، وتتزايد صعوبة، وليس استحالة، تطبيقها عندما تكبر المنظمة وتتعقد علاقاتها وتكثر طبقاتها ويتنوع عملاؤها، لذلك يجب أن تحافظ المنظمة وإن كبرت وتعقدت على روح المنظمة الناشئة ولو لم تتمكن فلا أقل من أن تبقيها في جزء معزول منها مثلما فعلت لوكهيد مارتن فحافظت على استقلالية سكنووركس ومرونتها واستبقت حبلاً سريًا يربط بين الشركة الأم وابنتها الغالية يمثل الحد الأدنى من التنظيمات الإدارية. لذا فإن محاولة توحيد الأنظمة والإجراءات في جميع أرجاء المنظمة قد يؤدي لسقوط كثير من المشاريع صريعة الإجراءات البيروقراطية والمعيقات التنظيمية، لتعالج إداراتها الوضع المتعثر بضخ مزيد من الموارد البشرية وساعات العمل الإضافية وتكثيف التقارير الدورية والعروض التقديمية والجولات التفتيشية التي لاتضيف قيمة نوعية، وتأتي بنتائج عكسية تعيق تقدم مشاريع التطوير الابتكارية.
شكرًا لحسن استماعكم .. ويسعدني سماع ملحوظاتكم .. كمايشرفني اشتراككم في قناتي على اليوتيوب .. وتفعيل جرس التنبيهات لتصلكم أحدث الحلقات.. وإلى اللقاء.